قام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بزيارة إلى الصومال يوم الثلاثاء 5 أيار/مايو 2015. وفي يوم الأربعاء أي في اليوم التالي قام كيري بزيارة جيبوتي واجتمع مع الرئيس إسماعيل عمر جيلة ووزير الخارجية محمود علي يوسف. ثم التقى بكبار المسؤولين بالجيش الأمريكي في معسكر ليمونير.
هذه الزيارة هي لشخصيات من أرفع مستوى في واشنطن لهذا البلد الذي شهد كوارث منذ أوائل تسعينات القرن الماضي. وفي مقديشو اجتمع كيري مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء عمر عبدي راشد علي شارماكي، وقال كيري أن زيارته إلى الصومال كانت للاعتراف بالتقدم الذي تم إحرازه في هذا البلد. وقال كيري للزعماء الإقليميين "لقد تم إحراز تقدم كبير وقد ساهمتم جميعكم في ذلك التقدم" وهنأهم أيضا "بالجهود" التي بذلوها من أجل بناء الصومال، وقال: "لقد زرت الصومال اليوم لأن بلدكم تشهد تحولاً، لقد مرت ثلاث سنوات منذ اعتماد دستور مؤقت وبرلمان" (VOA)
وفيما يتعلق بوجود قوات بعثة الاتحاد الأفريقي، أميسوم، في الصومال، أشار كيري إلى أنها قد ساعدت القوات الصومالية لمحاربة مقاتلي الشبابودفعهم للخروج من المراكز السكانية الرئيسية.
يتضح من التصريحات المذكورة في الأعلى أن أمريكا نجحت في تشكيل الوضع في الصومال نحو مصالحها. ومن الواضح أيضا أن الولايات المتحدة تدعم بقوة النظام الصومالي الحالي. وتأتي زيارته بعد أن رشح الرئيس أوباما بالفعل كاثرين س. دانانيكسفيرة أمريكا الأولى إلى الصومال منذ أوائل 1990.
منذ سقوط اتحاد المحاكم الإسلامية التي جلبت بعض الهدوء في الصومال في 2006، فإن الاتجاه في الصومال الآن هو التحرك نحو المسار الأمريكي.
لسنوات عديدة والولايات المتحدة تتوق للسيطرة على الصومال وقد تم التدخل فيها باستخدام العديد من الذرائع.
ففي أواخر عام 1992 أمر الرئيس جورج بوش الأب الآلاف من القوات الأمريكية بالدخول إلى الصومال تحت ذريعة المساعدات الإنسانية. لكن الأمور لم تجر على ما يرام فقد تم إسقاط طائرتي هليكوبتر للولايات المتحدة من طراز بلاك هوك وقتل 18 جنديًا أمريكيًا كانوا على متنها.
في عام 2006، قامت الولايات المتحدة بدعم إثيوبيا في محاربة المحاكم الإسلامية التي تعتبرها "إرهابية" وانتصرت عليهم.
وها هي (الولايات المتحدة) تمول حاليًا بعثة الاتحاد الأفريقي، أميسوم، لمحاربة الشباب.
يتضح من خلفية الأحداث المذكورة أعلاه أن أمريكا قد نجحت في وضع الصومال في مسرح فوضى الحرب الأهلية. في الواقع لم تترك الولايات المتحدة وعملاؤها الرغبة في وضع الصومال تحت سيطرتها على الرغم من عقبة أوروبا وخاصة بريطانيا التي تتوق أيضًا للسيطرة على الصومال.
إن الصومال مثل بقية البلاد الإسلامية تحظى بوفرة الموارد الطبيعية والتي ترغب أمريكا في السيطرة عليها. وتقع الصومال في موقع استراتيجي على المحيط الهندي مع وجود أطول شاطئ يبلغ طوله حوالي 2720 كم. إن زيارته إلى الصومال هي فقط للسخرية من مسلمي الصومال الذين ما زالوا يعانون من العمليات العسكرية للكافرين.
أما ما يتعلق بزيارته لجيبوتي، وهي مستعمرة فرنسية سابقة ذات أغلبية سنية، فإنه من المفهوم جيدًا أن جيبوتي في الوقت الحاضر تكون جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية الأمريكية. وهي بلد ساحلية هادئة في منطقة القرن الإفريقي والتي تم استخدامها من قبل الولايات المتحدة لشن هجمات عسكرية على الصومال. إن لديها قاعدة الولايات المتحدة البحرية الاستطلاعية في مطار جيبوتي.
إن معسكر ليمونير يعد موطنًا لقوات المهام المشتركةفي القرن الإفريقي للقيادة الأمريكية. هذه هي القاعدة الدائمة الوحيدة العسكرية الأمريكية في إفريقيا. وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الظروف في القاعدة أصبحت في خطر مزمن، وذكرت حالات نوم وحدات تحكم الحركة الجوية أثناء العمل وارتكاب أخطاء متكررة. لذلك يصبح من الواضح أن زيارة كيري إلى جيبوتي كانت لمحاسبة المسئولين في المعسكر.
كما أن جيبوتي تحمل بعض الأهمية الجيوسياسية، وقد بدا أن الصين قد استثمرت كثيرًا في البلد وهو الأمر الذي أثار بعض المخاوف في الولايات المتحدة.
وبصرف النظر عن كل ذلك، فإن هناك أيضًا قضية الأمريكيين الذين لجأوا إلى جيبوتي بسبب القتال في اليمن. وهذا يمكن أن يشير أيضًا إلى أن زيارة كيري إلى جيبوتي كانت لشكر حكومة جيبوتي لدعمها الواسع والمساعدة من أجل المصالح الأمريكية في المنطقة.
إن من المؤلم أن نرى كيف يعمل حكام المسلمين المدعومون من الغرب مع أعداء المسلمين في التسبب في المجازر في أراضي المسلمين. إنهم خانوا الله ورسوله والمؤمنين علنا. نسأل الله أن يفتح أعين وقلوب جيوش المسلمين لإزالة جميع حكام المسلمين الحاليين واستبدال الإمام الحقيقي والمخلص بهم والذي سيقوم بحماية مصالح المسلمين.
رأيك في الموضوع