إنّ المجازر التي ترتكبها حكومة ميانمار ضد المسلمين الروهينجا، هي مصيبة من المصائب التي ابتلي بها المسلمون، يمكن إضافتها إلى مصائب المسلمين في فلسطين وكشمير والشيشان وتركستان الشرقية، الخ
ولم يقتصر سفك دماء المسلمين على البلاد التي تعيش فيها جاليات صغيرة من المسلمين. حيث يشن الغرب بقيادة أمريكا حربا عالمية شرسة ضد الإسلام والمسلمين، وما احتلال أفغانستان والعراق، وتدمير سوريا وليبيا واليمن، وغارات الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن، وتقطيع السودان، إلا أمثلة على هذه الحرب الصليبية التي خلّفت ملايين الضحايا، وأعدادا تكاد لا تحصى من المشردين. يضاف إلى ذلك كله التعاون المخزي من حكام المسلمين مع أسيادهم الغربيين في هذه الحرب القذرة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تواجه الأمة الإسلامية فيها الأعداء من الخارج والخيانة من الداخل، فقد كانت المجازر التي ارتكبها الغرب في حروبه الصليبية في الشام، ومجازر المغول حين احتلوا مناطق شاسعة من البلاد الإسلامية، كانت سياسة للإبادة الجماعية للمسلمين لم يسبق لها مثيل، فحين هاجم الصليبيون القدس سالت دماء المسلمين أنهارا، وغيّرت دماء المسلمين التي أهرقها المغول مياه نهر الفرات إلى اللون الأحمر.
لم تكن قوة الصليبيين والمغول هي التي مكّنتهم من قتل المسلمين وسحقهم، بل كان السبب هو انقسام المسلمين السياسي وقتها، فالصراع الذي كان دائرا بين الأيوبيين والسلاجقة والقبائل التركية في الأناضول، شجّع الصليبيين والمغول والبيزنطيين على تحقيق مطامعهم في التوسع الإقليمي.
لم يتضمن الخروج من تلك الحالة الكارثية طلب المساعدة من الصليبيين أو البيزنطيين أو المغول، كما أنه لم يتضمن تشكيل تحالف مع إحدى هذه القوى الكافرة للحد من انتشار القوة الكافرة الأخرى في العالم الإسلامي، بل كان الحل يقتضي من المماليك في مصر توحيد صفوف المسلمين، وبالتالي طرد القوات الكافرة المحتلة. وقد بث طرد الجيوش الكافرة الرعب بين القوى المعادية الأخرى، مما حال دون اضطهاد المسلمين المقيمين في بلادها، وهكذا فقد حلت الوحدة السياسية في ظل قيادة مخلصة مشكلتين وليس مشكلة واحدة فقط، وبعد المماليك قام العثمانيون، في ظل قيادة دولة الخلافة، بواجب حماية دماء وأعراض المسلمين، سواء أكان ذلك في الداخل أم في الخارج.
وبالمثل، فإن الحل الجذري للمجازر التي ترتكب ضد المسلمين الروهينجا في ميانمار، وضد المسلمين في ليبيا واليمن وسوريا، وتحرير فلسطين وكشمير وأفغانستان والعراق وتركستان الشرقية...، فضلا عن منع تدخل الدول الاستعمارية في البلاد الإسلامية، لا يمكن أن يتم إلا في الوحدة السياسية بين المسلمين. أما مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بل ومن حكام المسلمين للتدخل والمساعدة، فإنه كمن يستجير من الرمضاء بالنار.
إنّ الحل الجذري إذن هو أن يقوم أهل القوة والمنعة من المسلمين، بإعطاء النصرة لحزب التحرير؛ لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستقوم بتوحيد البلاد الإسلامية تحت قيادة واحدة في ظل راية واحدة، راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ليبزغ فجر الإسلام من جديد وينعم بالأمن والأمان المسلمون والبشرية جمعاء، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
رأيك في الموضوع