أعلن التلفزيون الرسمي يوم الجمعة الماضي وفاة رئيس أوزبيكستان إسلام كريموف منهياً بذلك 25 عاماً من حكمه للبلد الواقع في آسيا الوسطى.
وأعلن مذيع في التلفزيون المحلي الخبر قائلاً: «أعزائي المواطنين، نعلن ببالغ الحزن والأسى وفاة عزيزنا الرئيس»، موضحاً أن التشييع سيتم السبت في سمرقند.
وأضاف أن «إسلام عبد الغنيفيتش (كريموف) توفي في الثاني من أيلول/سبتمبر في طشقند، إثر نزف في الدماغ».
وسيتولى رئيس الوزراء شوكت ميرزوييف رئاسة اللجنة المكلفة تنظيم التشييع في إشارة إلى دور مهم قد يتسلمه في هذا البلد.
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفاة كريموف «خسارة جسيمة». وأشاد بوتين بذكرى «رجل الدولة الحازم والقائد الفعلي لبلاده».
وكانت السلطات في أوزبيكستان أعلنت صباح الجمعة الماضي أن كريموف (78 عاما) «بات في حال الخطر» بعد نقله إلى المستشفى للعلاج نهاية الأسبوع الماضي.
ويتهم عدد كبير من المنظمات غير الحكومية إسلام كريموف الذي أعيد انتخابه العام 2015، بأنه دائماً ما عمد إلى تزوير الانتخابات، واعتقل اعتباطياً مئات المعارضين وأيد الاستخدام المتكرر للتعذيب في السجون. (جريدة الحياة)
الراية:وأخيرا.. بعد حكمه أوزبيكستان ربع قرن من الزمان، وبعد سومه أهل البلاد بعامة وحملة الدعوة الإسلامية في الطريق السياسي بخاصة، سوء العذاب تضييقا وملاحقة وسجنا وتعذيبا وقتلا مات طاغية أوزبيكستان "إسلام" كريموف. فقد ظن كريموف أنه بسياسة الحديد والنار يستطيع أن يسكت صوت الحق، وأن يوهن إرادة العاملين لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وأن يضعف عزيمتهم، وأن يرهبهم فيخروا له ساجدين كما يفعل أولئك الذين باعوا آخرتهم بدنياهم أو بدنيا غيرهم، ولكن أنى لشباب حزب التحرير أن يسجدوا لغير الله، أنى لهم أن يعبدوا غير الله، وهم الذين يحملون الدعوة الإسلامية لتكون العبادة لله وحده عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؟؟!! إن الهالك كريموف قد حارب الإسلام بكل ما أوتي من قوة، ولم يكتفِ بتنحية الإسلام عن الحكم وسائر شؤون الحياة جانبا، بل ضيق على الناس في عباداتهم الفردية، وحارب كل من يقف في وجهه وبخاصة حملة الدعوة الإسلامية من شباب حزب التحرير حيث اعتقل منهم ومن عائلاتهم الآلافوقُتل كثيرون منهم في سجونه تحت التعذيب. وملأ السجون بمعارضيه حتى بلغ المعتقلون عشرات الألوف بسبب آرائهم المخالفة له. ومن الجرائم الكبرى التي ارتكبها ذلك المجرم مجزرة "أنديجان"، وذلك أنه نتيجة الأحداث في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، وبخاصة في قرغيزيا المجاورة لأوزبيكستان، أدرك كريموف أن هذه الموجات لا بد واصلة إليه، فأشار عليه الروس أن يستبق الأحداث، فيبث عيونه بين الناس يدعونهم للتحرك ضده، ويظهرون أنفسهم أنهم معهم، وبذلك يعرف رؤوسهم المعارضة له حقيقةً، فيبطش بهم بطريقته قبل أن يرتبوا أنفسهم للتحرك ضده، وهكذا تجمع الناس مع نهاية يوم 12 أيار/مايو 2005 في الميدان المركزي لمدينة أنديجان، واستمروا في الليل، وكذلك يوم الجمعة الذي تلاه وبلغوا نحو خمسين ألفاً، فبدأ صباح الجمعة جنود الطاغية والجنود الروس الذين كانوا قد أحضروا إلى أنديجان يوم 11/5/2005، بإطلاق النار على كل من كان في الميدان المركزي لأنديجان، أكان شيخاً أم طفلاً أم امرأةً أم شاباً دون تمييز، وقد قدِّر القتلى حسب مصادر موثوقة نحو سبعة آلاف في تلك المجزرة.. مات كريموف الذي واجه بالرصاص حزبَ التحرير الذي يعمل بالطريق السياسي، مات الطاغية واستمرت الدعوة الإسلامية، وسيستمر حملها إلى أن يأذن الله تعالى بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. قال تعالى: ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾.