في كلمته التي ألقاها أمام القنصلية المصرية في مدينة رام الله، وبعد الثناء على الله تعالى، ثم الصلاة والسلام على رسوله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، قال حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين موجها خطابه لأهل الكنانة: أهلنا وإخوتنا في مصر الكنانة، يا جيش مصر العظيم قاهر الصليبيين والتتار:
لقد هُدمت بيوتنا، ودُمرت المستشفيات وقُصفت المدارس، وأُحرقت الخيام، وسُويت المساجد بالأرض وقتلونا ركعاً سجداً فماذا بعد ذلك؟
إن أعداء الله يهود يطلبون منا الاستسلام والذل والتنازل عن مسرى رسولنا فماذا أنتم فاعلون؟
وتساءل مستهجنا: هل أصبحت حدود سايكس بيكو مقدسة أكثر من المسجد الأقصى؟! هل الحدود التي رسمها أعداؤنا أضحت مقدسة أكثر من الإسلام؟! هل تلك الحدود أعز عليكم من دماء المسلمين؟! يا أهلنا وإخوتنا: أيطيب لكم عيشٌ وإخوتكم يُقتّلون ويُجوّعون وتُمنع عنهم حتى شربة الماء؟!
ثم بيّن أن حال مصر اليوم كحالها يوم كان الصليبيون في فلسطين، وإن تحرير المسجد الأقصى وتطهير الأرض المباركة من رجس يهود لا يكون إلا بتحرير مصر من أمثال ضرغام وشاور، فمصر اليوم بحاجة إلى قائد رباني يجدد سيرة صلاح الدين، لينال جيش مصر شرف تحرير المسجد الأقصى من جديد كما ناله من قبلُ في حطين وعين جالوت.
وعن كون خطابه موجهاً لأهل مصر وجيشها وليس للسيسي ونظامه، قال: يا أهل مصر وجندها الأخيار: لو علمنا أن النظام في مصر تؤثر فيه الكلمات وتحمله النخوة أن يغيث غزة وأهلها لدفعنا الكتاب إلى سفارة مصر وسلمناهم إياه، ولكن تعلمون كما نعلم أن النظام في مصر شريك في حصار غزة مع يهود، فهو ليس من جنسكم ولا فيه من نخوتكم، ولا يمثلكم بحال، ولهذا نحن نتجاوزه ونعتبره غير موجود، ونرسل خطابنا من أمام السفارة لأهل مصر وليس للنظام المجرم.
هذا وقد أكد أن تحرير المسجد الأقصى شرف عظيم لا يناله الجبناء أو العملاء، وإن نصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين لا يقوم بها من سَلَّط العرجاني على أهل غزة يأخذ منهم الإتاوات، ولا من كبّل جيش مصر وبث فيه الخوف، ومنعه من الجهاد في سبيل الله، ونصرة إخوته.
إن تحرير المسجد الأقصى لا يكون إلا بقائد يُحرّض المؤمنين على الجهاد في سبيل الله، ويشحن الجيش بالقوة والعزيمة والإيمان، ويستنهض الأمة لنصرة الدين ويقضي فيها على مظاهر الفساد.
وختم حزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين كلمته أمام القنصلية المصرية في رام الله بقوله: إن الجهاد لتحرير مسرى رسول الله ﷺ هو من آكد الواجبات وهو طريق النجاة من العذاب الأليم وطريق المغفرة ودخول الجنة وطريق النصر والفتح القريب، فشدوا الهمّة واعقدوا العزم وسيروا نحو العزة، ولا تلتفتوا لفتاوى السلاطين ولا لتضليل الإعلام وانزعوا عنكم قيود الحكام ولا تخشوا من المستعمرين، فهذا كتاب الله فيكم، وبنداء الله نناديكم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.