ذكرى فتح القسطنطينية هي ذكرى عظيمة تحققت فيها بشرى رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم على يد الأمير الشاب محمد الفاتح وجيشه المجاهد رحمهماللهجميعا، قال الرسول صلى عليه وآله وصحبه وسلم: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» رواه الحاكم وأحمد في مسنده بإسناد صحيح.
هذه الذكرى العظيمة تذكرنا برجال توكلوا على الله واتخذوا الأسباب الشرعية المادية منها والمعنوية لتجاوز العقبات التي وضعها العدو لمنع تحقيق بشرى رسولهم صلى الله عليه وآله وسلم، فقاموا بأعمال فنية لم تخطر على بال أحد في زمانهم، من بناء حصن عظيم في غضون ثلاثة أشهر فقط، ومدفع ضخم لدك أسوار القسطنطينية، وتسيير السفن من خلال الجبال على قضبان خشبية مزيتة بالدهن لتجاوز السلسلة الموجودة في عرض الخليج للتمكن من حصار المدينة، حتى تم لهم الفتح العظيم والحمد لله رب العالمين.
وإننا في ظل هذه الذكرى نذكر الأمة ببشارات نبوية أخرى لم تتحقق؛ وهي بشرى عودة الخلافة على منهاج النبوة، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «تكونُ النُّبوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ النُّبوَّةِ، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء اللهُ أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكاً عاضّاً، فيَكونُ ما شاء اللهُ أنْ يكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ مُلكاً جَبريَّةً، فتكونُ ما شاء اللهُ أنْ تكونَ، ثُمَّ يَرفَعُها إذا شاء أنْ يَرفَعَها، ثُمَّ تكونُ خِلافةٌ على مِنهاجِ نُبوَّةٍ، ثُمَّ سَكَتَ» أخرجه أحمد بإسناد حسن.وكذلك بشرى قتال يهود، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقاتِلَ المُسْلِمُونَ اليَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ حتَّى يَخْتَبِئَ اليَهُودِيُّ مِن وراءِ الحَجَرِ والشَّجَرِ، فيَقولُ الحَجَرُ أوِ الشَّجَرُ: يا مُسْلِمُ يا عَبْدَ اللهِ هذا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعالَ فاقْتُلْهُ، إلَّا الغَرْقَدَ، فإنَّه مِن شَجَرِ اليَهُودِ» رواه مسلم. وأيضا بشرى فتح روما، قال عبد الله بن عمرو: بينما نحن حَولَ رسولِ اللهِ e نكتُبُ، إذ سُئِلَ رسولُ اللهِ e: أيُّ المدينتَينِ تُفتَحُ أوَّلاً: قُسطَنطينيَّةُ أو روميَّةُ؟ فقال رسولُ اللهِ e: «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ» أخرجه أحمد بإسناد صحيح.
هذه البشارات العظيمة ستتحقق من دون أدنى شك، ولكنها لن تتحقق بهدية من ملائكة السماء، بل برجال مخلصين عاملين بين أمتهم ومعها سائرين على طريق رسولهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لإسقاط الأنظمة الجبرية، وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة على أنقاضها، فتتحرك الجيوش بإمرة الخليفة للقضاء على كيان يهود وتحرير الأرض المباركة من رجسه، وتمضي مزمجرة متوكلة على الله إلى روما لفتحها، وحينها تتحقق جميع بشاراته صلى الله عليه وسلم بإذن الله ويفرح المؤمنون بنصر الله.
أيها المسلمون، إن حزب التحرير بقيادة أميره العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، نصره الله، هو الوحيد الذي تبنى الطريقة الشرعية طريقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لتحقيق بشرى عودة الخلافة التي تعمل لتحقيق البشارتين الأخريين إزالة كيان يهود وفتح روما بعون الله؛ فلا تترددوا عن العمل معه حتى تفوزوا بخيري الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
بقلم: الأستاذ عبد العزيز المنيس
رأيك في الموضوع