لم تُبقِ حكومة الصين الملحدة كبيرةً ولا جريمة إنسانية إلا واقترفتها بحق أهلنا المسلمين الإيغور، فمنذ احتلال الصين لإقليم "تركستان الشرقية" في عام 1174ه/1760م، قتلت منهم أكثر من مليون مسلم، في جرائم تنأى عنها وحوش الغاب، ولغاية يومنا هذه، حتى في الوقت الذي تتبجح فيه الصين بأنها دولة حديثة ومتقدمة تنافس أمريكا في الموقف الدولي، لم تختلف هذه الدولة "الحديثة" عن أجدادها المجرمين الذين قتلوا المليون مسلم، بل وأضافوا إلى القتل فتنة الناس عن دينهم ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾، وخلال العقود الماضية، وخصوصا في الأعوام الأخيرة، أقدمت الحكومة الصينية على تخطي جميع الخطوط الحمر في محاربة دين الله والتعدي على المسلمين وحقوقهم، ونكران جميلهم عليها، حيث أقدمت على اقتراف جرائم عدة بحق إخوتنا المسلمين في الصين، وخصوصا في (تركستان الشرقية)، والأدهى والأمر أنها قامت بتجريم المسلمين بسنّ قوانين؛ منها:
1- منع المسلمين من أداء فريضة الصيام في شهر رمضان.
2- حظر إطلاق اللحى للرجال، وارتداء النقاب للنساء في إقليم (تركستان الشرقية).
3- حظر المسلمين من تسمية أبنائهم من المواليد الجدد بأسماء ذات صلة بدينهم وعقيدتهم، من مثل: اسم نبينا "محمد" e، واسم "جهاد"، و"مجاهد"...
4- سجن كل من "يشجّع" أبناءه على القيام بشعائر الإسلام، من صلاة وصيام وحسن خلق.
5- إلزام ولاة الأمور بإرسال أطفالهم إلى المدارس الحكومية، والامتثال لسياسات "تنظيم" الأسرة التي يقصد منها إفناء المسلمين، وحظر الزواج من خلال الإجراءات الدينية فقط.
6- أمر سكان إقليم تركستان الشرقية بتسليم جوازات سفرهم، للحدّ من تنقلهم وسفرهم دون علم السلطات.
7- زرع جواسيس في بيوت المسلمين لنقل ممارسات المسلمين في بيوتهم، لمحاسبتهم على أي سلوك يمت لطريقة عيش المسلمين المحافظة بصلة.
وانتهاكات أخرى بحق المسلمين في الصين عموما، وفي (تركستان الشرقية) خصوصا.
إنّ المسلمين الذين يُحارَبون هم أصحاب رسالة إلهية وحضارة راقية، صقلت شخصياتهم لتكون شخصيات خيّرة سمتها الأمانة والصدق والعفة والرحمة، فهم لا يُحاربون لأنهم أشرار كما تدّعي الصين، بل لأنهم خير الناس من خير أمة أُخرجت للناس،وحالهم كحال قوم لوط عليه السلام الذين قالوا ﴿أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾، وهم يحسدونهم على دينهم وصدقهم وعفتهم.
إنّ استقواء الحكومة الصينية الملحدة على المسلمين ليس لأنهم "إرهابيون" كما تدّعي، بل هو انسياق مع الحملة الصليبية العالمية على الإسلام والمسلمين التي تقودها رأس الشر أمريكا، وما ذلك إلا لأنهم أمِنوا العقاب. فعلى الرغم من أنّ أصول أهلنا في تركستان الشرقية تركية، إلا أنّ حكام تركيا لا يقلون كرهاً وعداءً للإسلام عن حكام الصين، وهم مع رأس الشر أمريكا في حربهم على الإسلام وأهله، ولو كان لدى حكام تركيا شيء من الولاء للإسلام أو حتى الحمية العرقية لمكّنوا لأهل تركيا وجيشها من نصرة أهليهم في تركستان الشرقية، ولأجبروا الصين على احترام الإسلام والمسلمين، بل ولألزموهم بدفع الجزية لهم كما فعلوه من قبل. وبالرغم من متاخمة حدود الصين لباكستان الدولة النووية، إلا أنّ حكام باكستان يعدّون حال أهلنا في تركستان شأناً داخلياً! وكلهم "ثقة" بما تقوم به الحكومة الصينية الجائرة، كما جاء على لسان رئيس باكستان مؤخرا، كما يصمّون آذانهم وأبصارهم عمّا تقوم به الصين من انتهاك لحقوق أخوة الإسلام والجوار، كيف لا وقد باعوا قضية كشمير من قبل بدون ثمن، لمن هم أحط من الصين قدرا وأضعف جندا، فأنّى لأمثال هؤلاء الحكام أن يردعوا الصين عن ظلمهم وهم مثل الصين في الظلم؟!
لا يغرنكم يا حكام الصين حال حكام المسلمين العملاء الجبناء لتتمادوا في غيّكم، فحال الأمة الإسلامية، أمة المليارين، ليس كحال حكامها، فالخير في الأمة الإسلامية هو السائد فيها، من أجل ذلك شنّت قوى الكفر الغربية وعلى رأسها أمريكا حربها الشعواء ضدها، وجيّشت حكام المسلمين الرويبضات معها، وانسقتم أنتم مع هذه الحرب على خير أمة أخرجت للناس، جهلا وغباء سياسياً، وفقدتم البوصلة التي لا تدور باتجاه مصالحكم على المدى المتوسط أو البعيد، وتجاهلتم بقصد أو بدونه أهداف أمريكا، العدو الحقيقي الذي يتربص بكم ويمكر بكم صباح مساء ويجيش الأساطيل لتحجيمكم وتركيعكم، بل واستعبادكم بالعمل له مقابل أوراقها الخضراء التي لا تساوي الحبر الذي طبعت به، فهل أنتم رجال وساسة تستحقون أن تظلوا في كراسيكم، وأنتم تستقوون على الضعيف وتذلون أمام الثعلب الماكر؟! أفلا ترعوون؟!
اعلموا يا حكام الصين أن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قائمة قريبا بإذن الله، وهي ستحاسبكم على كل قطرة دم مسلم أسلتموها، أو عرض انتهكتموه، فتداركوا أمركم قبل فوات الأوان وكفوا عن الاعتداء على المسلمين، فالخلافة لن تقول لكم إلا كما قال نبينا محمد رسول الله eلملوك الأرض "أسلموا تسلموا" فإن أبيتم فإنّ عليكم إثمكم وإثم من تبعكم من الغاوين. إننا نحذركم من عاقبة أمركم، فقد كانت جريمة واحدة فقط من مثل هذه الجرائم كافية لشنّ حرب ضروس بين الأمة الإسلامية والمعتدين على دين الأمة وعرضها، ولكم في تاريخ المسلمين عبرة، فقد فتح خليفتنا المعتصم عمورية بعد أن تناهى إلى أسماعه صرخة امرأة مسلمة وقعت في أسر الروم "وا معتصماه"، وقد أرسل الخليفة الوليد بن عبد الملك القائد محمد بن القاسم الثقفي لفتح السند ردا على استيلاء قراصنة السند من "الديبل" بعلم من ملكهم "داهر" في عام 90هـ على 18 سفينة بكل ما فيها من الهدايا والبحارة والنساء المسلمات،وهل غاب عنكم قائدنا قتيبة بن مسلم الباهلي الذي أجبركم على أن تبروا بيمينه، فختم ملوككم بخاتمه ووطئ ثراكم ودفعتم له الجزية صاغرين؟!
رأيك في الموضوع