(مترجم)
عشية عيد (استقلال) باكستان، يهدد العنف في كشمير بتدهور العلاقات بين الهند وباكستان إلى مستويات لم يسبق لها مثيل خلال عهد مودي. فقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية نفيس زكريا للصحفيين في مؤتمر صحفي أسبوعي "أن السياسة الهندية لقتل أهل كشمير الأبرياء هي جزء من استراتيجية لكسر روح الكشميريين؛ من خلال التغيير الديموغرافي في جامو وكشمير؛ وتحويل السكان إلى أقلية مسلمة في دولة يشكل المسلمون فيها الأغلبية الساحقة". إن الحلقة المفرغة من العنف ليست جديدة، وكذلك الأمر بالنسبة للإدانة الضعيفة من مكتب الخارجية الباكستانية. في الواقع، لقد فشلت الحكومات الباكستانية المتعاقبة منذ عام 1947، في التزامها بتحرير أهل كشمير من الحكم الهندوسي المستبد.
فمن تأييد استفتاءات الأمم المتحدة إلى تدويل قضية كشمير، لم يجد أهل كشمير شيئا من العزاء في موقف باكستان المعلن لمساعدتهم. إن السبب الرئيسي وراء الفشل في حل نزاع كشمير - الذي اقترحه البعض - هو التقلب بين عدد من الحلول المطروحة. في حين إن هذا قد يكون صحيحا، فإنه ليس هو السبب الرئيسي. فهناك ثلاثة حلول رئيسية كما عرضها "ستيفن كوهين" في كتابه "رماية القرن" يتوقف تنفيذها في كشمير على؛ التقسيم، وتجديد التقسيم، وإعادة التقسيم على خط السيطرة الفاصل بين البلدين.
التقسيم يعني ببساطة ترسيخ خط السيطرة بين الهند وباكستان وجعله حدودًا دائمة، والذي يقسم كشمير رسميًا في آزاد كشمير إلى جزء في باكستان وكشمير المحتلة وجزء في الهند. وتجديد التقسيم يعني تحويل خط السيطرة إلى حدود ناعمة بين البلدين، ما يسمح للبضائع ولأهل كشمير بالحركة بحرية عبر الحدود. وأما إعادة التقسيم فهو مزيج من الحلين السابقين، يهدف إلى إعطاء كشمير بعضًا من مظاهر الاستقلال، ولكن يترك لباكستان والهند إدارة الجوانب السياسية والاقتصادية والشئون الخارجية.
إن السبب الأساسي في عدم تسوية النزاع الكشميري ليس له علاقة باختلاف الحلول المعروضة. ولو تركنا جانبا تدخل الدول الأجنبية والتحديات الداخلية في كل من الهند وباكستان التي منعتهما من تسويق الحلول على شعبيهما، فإنه يبدو أن السبب الرئيسي هو تردد باكستان في استخدام قوتها العسكرية لتحرير كشمير من الهيمنة الهندوسية.
لقد كانت معركة كارجيل عام 1999م هي المرة الأخيرة التي استخدمت فيها باكستان قوتها العسكرية ضد الهند، لوضع أسس للانتصار الشامل ضد الهندوس وبالتالي تحرير أهل كشمير. ولكن بناء على أوامر أمريكا، كان الانتصار قصيرا، وشرعت واشنطن في استغلال تدخل باكستان في كارجيل لتحفيز الناخبين في الهند على التصويت لصالح حزب بهاراتيا جاناتا التابع لها، وإسقاط حزب المؤتمر التابع لبريطانيا، من السلطة.
لقد أثبت صعود حزب بهاراتيا جاناتا في الانتخابات أنه كان لحظة فاصلة في العلاقات الثنائية بين أمريكا والهند، وبشّر بحقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي. وتزامنت هذه الفترة أيضا مع تراجع حاد في العلاقات الباكستانية الأمريكية. فمنذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، صاغت أمريكا دور باكستان في شبه القارة الهندية لكبح جماح الجماعات المسلحة وحماية سلامة أراضي الهند من خلال العمل كمنطقة عازلة دائمة من الهجمات المسلحة.
كانت إعادة معايرة السياسة الخارجية الباكستانية في ظل الوصاية الأمريكية بمثابة منحة ضخمة للهند. فقد أكدت للنخبة الهندوسية أن مشكلة كشمير المستعصية ستبقى مجمدة، مما يحول دون انفصال الحركات الانفصالية الأخرى عن الهند. ولذلك، فإن حل نزاع كشمير لم يشهد تقدما خلال السنوات السبع عشرة الماضية.
غير أن واشنطن ودلهي لم تتمكنا من إخماد رغبة أهل كشمير المتحمسين في تحرير أنفسهم من الحكم الهندوسي، وقد أدركتا سريعا أن الهند لا يمكنها أن تواجه الصين - كما يتصور الاستراتيجيون الأمريكيون - إلا إذا تم حل نزاع كشمير بشكل دائم. وفي هذا المسعى، يتعارض دور باكستان المعلن في دعم أهل كشمير مع الجهود التي تبذلها باكستان من أجل إيجاد حل مقبول للهند وأمريكا من خلال قنوات دبلوماسية سرية. إن تواطؤ باكستان في مساعدة وتحريض أمريكا والنخبة الهندوسية هو السبب الرئيسي في استمرار معاناة كشمير.
إن الحل الوحيد لتحرير أهل كشمير هو أن تدخل باكستان الهند عسكريا وتقوم بضم كشمير.
عندما كانت الهند مجرد ولاية في ظل حكم الخلافة العثمانية، قام الوالي المغولي أورانجزيب بقتال المتمردين الهندوس لمدة خمسة وعشرين عاما، وجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة؛ للمسلمين والهندوس وسائر أهل الديانات الأخرى. إذا كان أورانجزب قادرا على حشد مثل هذا الإنجاز - في الوقت الذي كان فيه السكان الهندوس أكبر بكثير من السكان المسلمين -، فتصوروا ما يمكن للمسلمين من باكستان والهند تحقيقه اليوم، إذا وحدوا قواهم وعملوا لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
بقلم: عبد المجيد بهاتي – باكستان
رأيك في الموضوع