نشر موقع (وكالة معا الإخبارية، الخميس، 15 ذو القعدة 1440هـ، 18/07/2019م) خبرا جاء فيه: "أعرب وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في ختام اجتماعهم الاستثنائي اليوم الأربعاء، المعني ببحث انتهاكات كيان يهود في مدينة القدس الشريف، عن قلقهم من استمرار محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس المحتلة، ونقل البعثات الدبلوماسية لبعض الدول إليها.
وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بموجب القانون الدولي، ووضع حد لهذه الإجراءات الخطيرة من جانب سلطات الاحتلال وعدم الاعتراف بشرعية أي وضع ناجم عن هذا الإجراء الخطير وعدم تقديم أي عون أو مساعدة للحفاظ على هذا الوضع".
الراية: لقد جاء هذا الاجتماع (الاستثنائي) الخائب لدول منظمة التعاون الإسلامي ليمارس وظيفته كعادته فيشجب ويدين كيان يهود على استحياء، جاء في هذا الوقت بالذات ليعمل على تخدير الرأي العام لدى المسلمين وإسكاته؛ وذلك بعد أن ارتفعت وتيرة جرائم كيان يهود في الفترة الأخيرة بحق الأرض المباركة فلسطين بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص، من اقتحام وتدنيس للمسجد الأقصى من قطعان المستوطنين وزعماء كيان يهود، إلى هدم منازل أهل القدس بحجة عدم الترخيص والسماح للجمعيات الاستيطانية بالاستحواذ على العقارات في المدينة، إلى تواصل الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وليس آخرها افتتاح نفق "طريق الحجاج اليهود" الذي يمتد من بركة سلوان وحتى حائط البراق أسفل المنازل في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
لقد سئمنا نحن المسلمين على مر عقود من هذه الاجتماعات التي تعقدها الأنظمة المجرمة ومنظماتها الخائبة التي لا تختلف عنها في عمالتها للغرب الكافر المستعمر، والتي عادة تأتي بعد سلسلة طويلة من جرائم كيان يهود ضد أهل فلسطين ومقدساتها، لتخرج هذه الاجتماعات دائما ببيانها الختامي المجتر والمكرر والذي يبقى حبرا على ورق، حيث تضمن البيان الختامي لهذا الاجتماع (الاستثنائي) إدانة سياسة التطهير العرقي التي يمارسها كيان يهود من خلال سياسات التهجير القسري ومواصلة هدمه لمنازل أهل فلسطين في مدينة القدس، ورفض جميع ممارسات كيان يهود الاستعمارية بما فيها أنشطته الاستيطانية وبناء جدار الضم والتوسع، وكذلك أعمال الحفريات غير القانونية والاستفزازية تحت الحرم القدسي الشريف ومحيطه، وحذر من المساس بحرمة المسجد الأقصى المبارك، ومن خطورة الاقتحامات المتواصلة لمسؤولي يهود والمستوطنين، وحملوا كيان يهود مسؤولية وعواقب هذه الممارسات العنصرية والعدائية.
هكذا هي بياناتهم الخيانية التي باتت تُعرف مضامينها قبل صدورها، فهي لا تخرج عن مفردات الإدانة والرفض والتحذير وتحميل المسؤولية! ثم تبادل للصور التذكارية والابتسامات الصفراء من الحكام وأزلامهم الذين امتهنوا الذل والهوان، واستمرؤوا العمالة والخيانة، بل لقد تجرؤوا على أحكام الله فأسقطوا من أجنداتهم الحكم الشرعي الذي يوجب على جيوش الأمة التحرك الفوري لتحرير الأرض المباركة وأقصاها، وبدل ذلك أقروا بشرعية كيان يهود على معظم الأرض المباركة فلسطين، وهم يدينون مجرد إدانة الظلم الذي يوقعه يهود على أهل فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
أما آن الأوان لأن ينتفض المسلمون في وجه هذه الأنظمة العميلة، ليسقطوها ويقيموا على أنقاضها دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي فيها عزهم وكرامتهم؟!
رأيك في الموضوع