نشر موقع (investing.com، الأربعاء، 23 رجب 1441هـ، 18/03/2020م) الخبر التالي: "عمق مؤشر داو جونز الصناعي في البورصة الأمريكية خسائره اليوم، والتي بلغت 7.27% حتى الساعة السادسة و55 دقيقة بتوقيت القاهرة.
وبذلك يكون المؤشر قد فقد كل مكاسبه في 3 سنوات، وهبط إلى 19 ألفاً و688 نقطة، وهو مستوى أدنى من مستواه عند تنصيب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
وخسر المؤشر منذ بداية تعاملات اليوم وحتى الآن نحو 1548 نقطة. وبلغت خسائر مؤشر ستاندر آند بورز 500 نحو 7%، مسجلا 2359 نقطة، بينما بلغت خسائر ناسداك 100 نحو 5.9% مسجلا نحو 7030 نقطة.
جاءت تلك التراجعات الكبيرة بالرغم من إعلان وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منيتوشين عن استعداد الإدارة الأمريكية ضخ تريليون دولار للتعامل مع آثار انتشار فيروس كورونا على الاقتصاد".
الراية: مؤشر داو جونز هو أقدم مؤشر في العالم، حيث أنشئ عام 1896م في بورصة نيويورك، وهو الآن مؤشر صناعي لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية، ويعتبر أحد أقوى المؤشرات في العالم، وسوق وول ستريت أقوى سوق أسهم في العالم، وهو يعطي صورة عن الوضع الاقتصادي في أمريكا وما يحصل الآن من خسائر في ظل تفشي فيروس كورونا.
إنّ هذا التهاوي السريع لأسواق المال والبورصات على مستوى العالم وخاصة في الدول الكبرى وعلى رأسها الدولة الأولى في العالم، حيث باتت شاشات البورصات بالأحمر وتخطت خسائرها 6 تريليون دولار؛ يبين أن النظام الرأسمالي هو أوهن من بيت العنكبوت، وأن أرقاما خيالية بالتريليونات قد تتبخر في لحظات.
إن ما يحصل الآن في العالم هو أزمة تتفاقم بسرعة وتكبر مثل كرة الثلج؛ تهاوٍ في البورصات وفي أسعار النفط حتى قارب سعر برميل النفط - خام تكساس - 20 دولاراً وتقلب في أسعار العملات، وتسريح للموظفين، وتراكم القروض المستنكفة على الشركات والأفراد التي قد تبلغ في الصين وحدها ما يقارب تريليون دولار، إن كل ذلك يبين أن أزمة انتشار فيروس كورونا وتزايد عدد المصابين والوفيات حول العالم قد كشفت عن أزمة أعمق، ولكنها ليست أزمة طبية متعلقة بجسم الإنسان وإنما هي أزمة اقتصادية متعلقة بمبدأ قائم على المضاربات والقمار والأسواق الوهمية والعملات الورقية غير المغطاة بذهب أو فضة، مبدأ كدس المال وأفقر الشعوب ونهب الثروات وصنع الأزمات.
إن ما يحصل في العالم يجب أن يكون محفزاً للبشر جميعاً للتخلص من النظام الرأسمالي قبل أن يجرّهم إلى كساد اقتصادي وإفلاس مالي وبطالة لمئات الملايين من الأشخاص بحسب ما يتنبأ به خبراء الاقتصاد وكذلك الرأسماليون أنفسهم، حيث يتوقعون حصول أزمة أشد وأقسى من أزمة عام 2008 بل يتوقعون حدوث ما حصل في الكساد الأعظم عام 1929م، وعلى المفكرين والاقتصاديين أن يُعملوا عقولهم وأن يتفكروا بعمق في المبدأ الإسلامي الذي أنزله خالقهم وفصّل فيه نظاما اقتصاديا يوزع الثروات ويمنع تكديسها، ويحفز الإنتاج والاقتصاد الحقيقي، ويخلو من الربا والبورصات وأسواق الاقتصاد الوهمي، ويغطي العملة بالذهب والفضة وليس بالورق المحمي بالغطرسة والقوة، ويحافظ على حالة الاستقرار.
رأيك في الموضوع