صباح هي الولاية الثانية في ماليزيا التي أصدرت فتوى ضد حزب التحرير، بعد سيلانجور. تم نشر الفتوى في 07/09/2017 والتي كانت مجرد "نسخ ولصق" من فتوى سيلانجور دون أي تغيير حتى في الفواصل والنقاط. تم الرد على الفتوى المليئة بالافتراء والتلفيق والتشويه ضد حزب التحرير من خلال كتيب اعتراض مؤرخ في 08/11/2017 وتم تسليمه إلى مفتي صباح يوم 13/11/2017. تجدر الإشارة إلى أن المفتي أو بالأحرى إدارة المفتي بأكملها ومجلس فتوى صباح قد فشلوا في الإجابة على كتيب الاعتراض، وبإرادة الله سبحانه وتعالى سيستمرون في الفشل.
بناءً على تلك الفتوى التشهيرية وغيرها من الفتاوى الصادرة في صباح فيما يتعلق بالمذاهب المنحرفة، قال وزير القانون والشؤون المحلية في صباح، عيدي مختار، عند طرح مشروع قانون في الجمعية التشريعية للولاية بتاريخ 06/08/2019، هناك 25 مذهبا منحرفا في صباح اعتباراً من عام 2017. وقال أيضاً إن من بينها ملة إبراهيم وحزب التحرير والشيعة الذين يحملون جذورا متطرفة قد تلجأ إلى شن حرب على الحكام والحكومات الذين لا يؤمنون بأفكارهم أو يتماشون مع تعاليمهم. وقال "إن وجود تعاليم منحرفة، خاصة تلك المتطرفة، لا يؤدي فقط إلى إحداث تأثير سلبي على سلامة المسلمين ولكن أيضاً على سكان آخرين بغض النظر عن العرق والدين".
بعد الاتفاق عليه بالإجماع من جميع أعضاء الجمعية التشريعية، أقر مشروع القانون لتعديل قانون الجرائم الجنائية لعام 1995 بإضافة تعاريف للإسلام وأهل السنة والجماعة، بالإضافة إلى جعل الجلد أحد العقوبات المفروضة على تدريس أي مذهب أو أداء أي حفل أو عمل يتعلق بالإسلام يتعارض مع الشريعة الإسلامية أو أي فتوى تطبق في الدولة.
بصرف النظر عن التشهير بأن حزب التحرير يحمل تعاليم منحرفة، تنص فتوى صباح من بين أمور أخرى على أن حزب التحرير قد وصف الحكومة والبرلمانيين والعلماء على أنهم كفار، وأنه ينبغي شن الحرب عليهم لقبولهم نظام الكفر. هذه الفتوى الملفقة والتشهيرية يتم إحضارها الآن إلى المجلس التشريعي لولاية صباح، ومرة أخرى، دون أي تحقق أو تبين على الإطلاق! كيف يمكن أن يشير أعضاء مجلس الدولة إلى الفتوى دون نظر، ويبدو أنهم فقدوا عقولهم وحكمتهم وذكاءهم عندما يتعلق الأمر بحزب التحرير. هل درس هؤلاء الأعضاء أي فكرة من أفكار حزب التحرير؟ في الواقع لم يفعلوا ذلك! هل سمعوا في أي مكان في صباح، أو حتى في العالم بأسره أن حزب التحرير يقول إن الحكام أو الحكومات كفار لقبولهم نظام الكفر؟ هل شهدوا في أي مكان في العالم أن الحرب قد شنت على أي حاكم أو حكومة واحدة من حزب التحرير؟ منذ إنشاء حزب التحرير في عام 1953 ودخوله إلى ماليزيا في أواخر التسعينات، هل شاهدوا قطرة دم واحدة سفكها حزب التحرير؟ أي نوع من الكذابين هم؟!
كما ادعى أعضاء مجلس الدولة في ولاية صباح بأن حزب التحرير له تأثير سلبي ليس فقط على سلامة المسلمين ولكن أيضاً على غيرهم. إذا كانت لديهم عيون فقط، فقد رأوا بالتأكيد كيف أنقذ حزب التحرير العديد من الأجيال الشابة من هذه الأمة من خلال إيقاظهم من الجهل إلى معرفة الغرض من الحياة؛ بتثقيفهم بالإسلام؛ من خلال إعادة بناء أخلاقهم؛ بجعلهم مطيعين لله سبحانه وتعالى؛ من خلال تحويلهم من عدم معرفة كلمة واحدة من القرآن ليكونوا حراساً للقرآن؛ عن طريق إنقاذهم من الأيديولوجية الغربية المدمرة إلى ممارسة الإسلام كطريقة لحياتهم. لو أن أعضاء مجلس الدولة في صباح لديهم عيون فقط، لكانوا قد رأوا بالتأكيد أن شباب حزب التحرير وخاصة في صباح قد قاموا بالكثير من عمل الخير في المجتمع وكان هناك غير المسلمين في صباح الذين اعتنقوا الإسلام لما رأوا جمال الإسلام بعد مناقشتهم مع شباب حزب التحرير.
في الوقت الذي يتهم فيه أعضاء مجلس ولاية صباح حزب التحرير بإحداث تأثير سلبي على المجتمع، فإنهم فشلوا في إدراك أن ما يفعلونه فعلا هو البصق إلى السماء وعودة البصاق إلى وجوههم! يعرف جميع أهل صباح من الذي يسلب ثرواتهم ويضعها في جيبه. يعرف جميع أهل صباح من الذي تسبب لهم في العيش في بؤس وصعوبة ونقص في التعليم والتنمية لعشرات السنين؛ يعرف جميع أهل صباح من الذين فشلوا في منحهم الجنسية على الرغم من أنهم كانوا يعيشون في صباح لأجيال؛ يعرف جميع أهل صباح أن صباح هي من بين أغنى الولايات في ماليزيا، لكن أهلها هم الأكثر فقراً بين الماليزيين! في واقع الأمر، يعرف جميع أهل صباح من الذي يحدث فعلياً تأثيراً سلبياً على سكانها! كان ينبغي على أعضاء مجلس ولاية صباح النظر إلى أنفسهم في المرآة قبل التشهير بحزب التحرير!
أخيراً، فشل أعضاء مجلس الدولة في صباح في إدراك أن الافتراء ضد حزب التحرير لا يحقق أي خير، ليس لحزب التحرير بل لهم أنفسهم، ليس فقط في هذه الدنيا، ولكن أيضاً في الآخرة!
بقلم: الأستاذ عبد الحكيم عثمان
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ماليزيا
رأيك في الموضوع