وصلنا قراءنا الكرام إلى المحطة الأخيرة في قطار حملة الأسرة التي نظمها القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، وصلنا إلى المؤتمر، والذي يأتي بعد ثلاثة أسابيع من الحملة العالمية المكثفة المتعلقة بالأزمة العالمية التي يمر بها الزواج والتي تتعرض لها الحياة الأسرية اليوم، والتي تناولت أسباب الأزمة وقدمت المعالجات الإسلامية لكثير من المشاكل التي تمس وئام الأسرة ووحدتها. وقد كان هناك تفاعل مع المجتمعات والمنظمات والمؤثِّرات ووسائل الإعلام، وتضمنت أيضا حملة نشطة على وسائل التواصل الإلكتروني حظيت بدعم عالمي واسع النطاق..
وها نحن مع تتويج ذلك كله بمؤتمر نسائي عالمي مهم استضافه حزب التحرير/ ولاية تونس يوم السبت 27 تشرين الأول/أكتوبر تحت عنوان الحملة نفسه "الأسرة: التحديات والمعالجات الإسلامية"، وذلك لمعالجة الأزمة التي تؤثر على الألفة والوئام في الزواج والحياة الأسرية في المجتمعات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلاد الإسلامية. وتم بثه مباشرةً للجمهور في العالم بلغات مختلفة.
جمع هذا المؤتمر نساء مختارات من تونس وبلدان أخرى ممن لديهن خبرة في هذا الشأن. وقد سبقه مؤتمر صحفي مهم أجابت فيه المشتركات عن أسئلة الصحافة والمهتمين.. وكذلك دار نقاشان مهمان مباشران أحدهما بالعربية والآخر بالإنجليزية حدهما بالربية والآخر بالانجليزيةأعلى صفحة التواصل الإلكتروني المرأة والشريعة باللغتين العربية والإنجليزية..
وألقت كلمات المؤتمر متحدثات من حزب التحرير من الشرق الأوسط ومنطقة الخليج وأفريقيا وآسيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا.
وقد ابتدأ المؤتمر بكلمة ترحيبية ثم آيات عطرة من القرآن الكريم، تلته الكلمة الافتتاحية من الناطقة الرسمية للقسم النسائي لحزب التحرير/ ولاية تونس، والتي أعلنت فيها رسميا افتتاح المؤتمر.
ثم توالت الأخوات المتحدثات، حيث كانت الكلمة الأولى من تونس بعنوان الأزمات في وحدة الأسرة: أسبابها وعواقبها. تلتها كلمة هولندا والتي شرحت فيها الأخت كيف ظلمت المساواة بين الجنسين الأسرة. أما كلمة باكستان فقد انصبّت على دور الإعلام في تقويض الزواج والحياة الأسرية. ثم قدمت زهرة من تونس قصيدة شعرية بعنوان: "أماه! ويل لمن يضنيك!".
ثم عدنا مع كلمة تونس التي كانت عن أمر مهم يؤثر على العلاقات الأسرية وهو العنف الأسري: الأسباب وسبل الوقاية من منظور إسلامي. تلته كلمة لبنان ووضحت فيه الأخت كيفية التصدّي للأجندات الدّوليّة والوطنيّة لمناهضة قوانين الأسرة الإسلاميّة.
وتخلل تلك الجلسة عرض فيديوهات مؤثرة مثل فيديو تقديمي للمؤتمر، وفيديو على لسان أطفالنا اطلعنا من خلاله على الأسرة في عيون أبنائنا: بين الواقع والمطلوب.
وانتهى القسم الأول من المؤتمر بجلسة سؤال وجواب أجابت فيه الأخوات المتحدثات عن أسئلة الجمهور المتنوعة.
نعود مع الجزء الثاني بكلمة تركيا التي أرشدتنا إلى كيفية إنقاذ الأسرة من خلال النظام الاجتماعي الإسلامي. تلتها كلمة إندونيسيا التي ركزت على دور المرأة الأساسي وهو الأمومة، حيث كان محور الكلمة كيفية إصلاح مفهوم الأمومة: أهمية الدور الأساسي للمرأة كزوجة وأمّ. ثم أدت بعض الزهرات مشهدا مسرحيا هادفا بعنوان: "أنقذوا عائلاتنا!". لنصل بعدها للكلمة الثامنة وكانت لمنطقة الخليج العربي عن وجهة النظر الإسلامية لقوامة الرجل على المرأة في الإسلام.
خرجت الأخوات بعد ذلك في استراحة تجولن فيها في معرض للكتاب أقيم على هامش المؤتمر وكان بعنوان "الارتهان والاستعمار معولان لهدم الأسرة". وقد غطى هذا المعرض بكتبه ومنشوراته وملصقاته مواضيع عدة تهم المرأة والمجتمع عالميا مثل الأسرة في ظل النظام الرأسمالي الجذور والنتائج، وانتشار النسوية في العالم العربي، والصحوة الإسلامية في الثورة ومطالبة النساء بالخلافة، والإملاءات الغربية وصندوق النقد الدولي الذي أدى إلى وضع قوانين علمانية، وكذلك عن اتفاقية سيداو، والعديد من الكتب المهمة للأمة الإسلامية والعالم أجمع لأنها تحتوي على حل لكثير من القضايا مثل أزمة الحكم والنظام الاجتماعي والتعليم والأسرة، كتاب نقض القانون المدني ونقد مجلة الأحوال الشخصية، مشروع لجنة الحريات الفردية والمساواة.. مجلة مختارات عن الأسرة ومعالجات مشاكل الأسرة من منظور إسلامي.. وغيرها.
وقد كان الإقبال على المعرض جيدا، ولم تكن بعض الأخوات يعرفن عن كتب الحزب وما فيها من معالجات لكل هموم الأمة.
وبعد عرض مشكلات الأسرة وأسبابها، وشرح وضع المرأة والأسرة في غياب الإسلام، ودور الحكومات العلمانية والغرب في تغييب مفاهيم الإسلام، جاء الحل في الجزء الثالث والأخير من المؤتمر. حيث استمعنا لكلمة الأرض المباركة - فلسطين والتي وضحت لنا ماهيّة الحياة الزوجية في الإسلام.. تلاه عرض فيديو عن الحياة الزوجية للنبي محمد e ليرسم صورة واقعية حقيقية في ظل أحكام الإسلام.
وكان مسك ختام الكلمات هو كلمة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير على لسان مديرة القسم النسائي فيه - الدكتورة نسرين نواز - والتي كان فيها شرح الحل لكل ما تعيشه الأسرة والمرأة من أزمة ومشاكل وكانت بعنوان.. الخلافة: حصن الأسرة.
فقد وضحت الأخت كيف ستعمل الخلافة على منهاج النبوة على إقامة أسر قوية، فإنها ستغذي التقوى في المجتمع والذي هو العامل الأساسي لحماية الأسرة، وستعمل على تنظيم المجتمع بناءً على النظرة الصحيحة للعلاقة بين الرجل والمرأة التي تحقق التعاون بين الجنسين والوحدة الأسرية، وستدعم أنظمة الخلافة أداء الأدوار والحقوق والواجبات الإسلامية في الحياة الأسرية من أجل تحقيق الهدوء في الزواج والانسجام في هيكل الأسرة... لتخلُص إلى أن دولة الخلافة هي وحدها القلعة الحقيقية للأسرة.
وبعد ذلك كانت هناك جلسة سؤال وجواب ثانية أجابت فيها الأخوات عن أسئلة الجمهور المتعددة. تلته الكلمة الختامية للمؤتمر والتي ألقتها مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الدكتورة نسرين نواز. ثم عُرض فيديو مؤثر بعنوان أنقذوا الأسرة بإقامة الخلافة. وفي الختام كان هناك دعاء مؤثر من إحدى الأخوات..
نسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على هذه الحملة والمؤتمر العالميين خير الجزاء، ويعجل بالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستحل أزمة الأسرة ومشاكلها بسن القوانين التي تحمي المرأة والطفل وكل أفرادها بإذن الله تعالى.
بقلم: الأستاذة مسلمة الشامي (أم صهيب)
رأيك في الموضوع