من سنن الله في التمكين أن يسبقه ابتلاءات عظيمة، فقد قال بنو إسرائيل لكليم الله موسى عليه السلام ﴿قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾
من هنا ندرك أن الثورة لم تنته بل هي في طور ترتيب الصفوف ونبذ ما علق بها من ضفادع وحشرات زادوها رهقا، وما نعيشه اليوم هو المخاض الذي يسبق الولادة بكل آلامه وآماله، فما بالك إذا كان المولود عملاقا بحجم دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستحكم مشارق الأرض ومغاربها كما بشرنا رسول الله؟!
كما تعرض سيدنا يوسف عليه السلام لإلقائه بالجب وبيعه بثمن بخس وسجنه بضع سنين قبل أن يمكن الله له، ولنا في سيدنا محمد e أسوة حسنة فقد كذبه قومه وحاصروه في شعب أبي طالب هو ومن معه حتى أكلوا أوراق الشجر واستهزئ به وضرب حتى أدميت قدماه الشريفتان قبل أن يمكن الله له بالمدينة المنورة.
يقول جل وعلا: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾.
إنها الثورة الكاشفة الفاضحة التي فضحت كل من تآمر عليها وخذلها من دول وأحزاب وزعماء وأفراد كانوا يكذبون ويدلسون على الناس، كما أظهرت للعلن الرائد الذي لا يكذب أهله رغم أنف الحاقدين، فها هو حزب التحرير يمد إليكم طوق النجاة بمشروع جامع يجمع المخلصين على إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وإقامة حكم الإسلام في الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فيها عزكم في الدنيا وفلاحكم في الآخرة. ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾.
رأيك في الموضوع