دارت طاحونة الاغتيالات في مدينة عدن من جديد، وفِي ظرف أسبوع واحد وصل عدد الضحايا إلى إحدى عشرة ضحية بين ضابط وجندي. (قناة بلقيس الفضائية). ولا زالت الطاحونة تدور يوميا، لتمسي عدن كل ليلة على اغتيال جديد، يصعب معه تعداد الضحايا، دون أن تتبنى أي جهة هذه العمليات الغادرة التي تمس أبناء جنوب اليمن التابعين لما يسمى شرعية عبد ربه هادي، وأحيانا أخرى يكون ضحاياها من الطرف الآخر التابع لما يسمى المجلس الانتقالي، بينما اللجنة الأمنية السعودية المشرفة على تطبيق اتفاق الرياض لا يتعدى دورها إحصاء القتلى من الطرفين!
إن اتفاق الرياض جاء لإيجاد التهدئة بين طرفي النزاع: شرعية هادي المدعومة من بريطانيا مباشرة، والمجلس الانتقالي لقيط الإمارات التي كانت مسيطرة على مدن جنوب اليمن ومنها عدن، وكانت المناوشات السياسية والعسكرية بين الطرفين مستمرة إلى أن تدخلت السعودية قائدة ما يسمى التحالف لمساندة الشرعية، وقامت بجمع الطرفين في الرياض وسط هالة إعلامية كبيرة هللت فيها الرياض للإنجاز الذي حققه ابن سلمان في (إجبار) طرفي النزاع على التوقيع على اتفاق الرياض الذي يجعل المجلس الانتقالي ضمن شرعية هادي وليس متمردا عليها، وباركت أمريكا ذلك الاتفاق، وقال عنه ابن سلمان إنه يقود إلى الحل السياسي الشامل في اليمن، وتوقع الناس تطبيع الحياة في عدن وعودة الحكومة في تشكيلها الجديد، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث. بل أضحت عدن اليوم مدينة الاغتيالات وأصبح الناس يمسون ويصبحون على خبر اغتيال جديد، القاتل والمقتول من أهالي عدن أنفسهم!
ولا شك أن هذه الاغتيالات تتحمل مسئوليتها السعودية صاحبة اللجنة الأمنية المشرفة على تطبيق اتفاق الرياض، والتي أدخلت قوات لافتةً للنظر إلى عدن، بعد انسحاب القوات الإماراتية منها، ولهذا فإن من يقوم بالاغتيالات هدفه إعاقة تطبيق اتفاق الرياض أو على الأقل وضع العراقيل أمام السعودية في تطبيقه. وبما أن الضحايا هم من الطرفين فيبدو أن كلا الطرفين متورط في القيام بعمليات الاغتيال تلك، وذلك من أجل عرقلة السعودية عن تطبيق بنود اتفاق الرياض الذي يجعل للسعودية الإشراف على حكومة هادي نفسها، بل ويجعل للسعودية الإشراف على وفود المفاوضات السياسية مع الحوثيين، وهذا يفسر تهليل السعودية للاتفاق ومباركة ترامب له.
إلا أن أتباع الإنجليز من شرعية عبد ربه هادي ولقطاء الإمارات لا يريدون أن يكون الأمر سهلا للرياض، فلجأوا إلى أساليب الاغتيالات والتوتر الأمني لعرقلة السعودية ومن خلفها أمريكا عن تنفيذ اتفاق الرياض، وبهذا تمت عرقلة أمريكا عن فرض الحل السياسي الذي يجعل الحوثيين جزءاً من السلطة في اليمن، كما صرح بذلك المسئول السعودي في وزارة الخارجية عادل الجبير: "الحوثيون سيكونون جزءاً من السلطة في اليمن".
وعلى هذا الأساس باتت المحادثات بين السعودية والحوثيين اليوم علنية وليست سرية، ويبدو أن هناك اتفاقا بين الطرفين ينتظر إخراجه إلى العلن، إلا أن عرقلة أتباع الإنجليز في عدن لاتفاق الرياض أعاق السعودية ومن خلفها أمريكا عن تنفيذ خطتها.
والمحزن في هذا كله أن الغرب يخطط لتأمين مصالحه في بلادنا، ونحن بأبنائنا ننفذ ذلك لهم ولو بسفك دمائنا "فداءً" لذلك!!!
يا أهل اليمن! إن حل الأزمة اليمنية هو بالوقف الفوري للقتال، وإخراج الغرب وأتباعه من القضية، وإنزال الأحكام الشرعية التي أتت بها العقيدة الإسلامية لحل الإشكال بين الإخوة، وبهذا تحقن الدماء وتصان الثروات وتحفظ الكرامة ويرضى عنا الخالق سبحانه في علاه بتطبيق أحكام رسالته بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة تحقيقا لبشرى نبيه عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.
رأيك في الموضوع