نشر موقع (الفجر، الثلاثاء، 17 شعبان 1440هـ، 23/04/2019م) الخبر التالي: "أكدت نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، ماكيلا جيمس، أن اللقاء مع المجلس الانتقالي في السودان تناول موضوع الحكومة المدنية والحاجة إلى تشكيلها في أقرب وقت.
وأشارت إلى أن المحادثات مع المجلس الانتقالي في السودان كانت بناءة، والجانب الأمريكي سيستمر في الحوار مع المجلس خلال الفترة المقبلة.
وبحث رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان مع وفد من الخارجية الأمريكية الأوضاع في السودان والتعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة".
كما كان موقع (اليوم السابع، الأربعاء 11 شعبان 1440هـ، 17/04/2019م) قد نشر خبرا قال فيه: "أكد السفير البريطاني لدى السودان عرفان صديق أن بلاده تؤيد انتقال السلطة في السودان إلى جهة مدنية في أسرع وقت ممكن، مؤكدا أن الحكم المدني أفضل للسودان خلال المرحلة المقبلة".
الراية: إن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا يسمح للأجانب بالتدخل في شؤون بلادنا؟ هل السودان أو أي بلد إسلامي يتدخل في شؤون أمريكا أو بريطانيا أو أية دولة كبرى؟ وهل يسمحون له أصلا بالتدخل؟ فلماذا لا يتدخل السودان مثلا في النقاشات الدائرة حول ترامب وإجراءاته التعسفية ضد الشعب الأمريكي؟ ولماذا لا يقوم المسؤولون السودانيون ويلتقون مع المعارضين هناك ويشجعونهم على إسقاطه وإسقاط النظام الرأسمالي الجائر؟ كما لم نرهم قد تدخلوا في الاحتجاجات الأمريكية ضد ناهبي الأموال الضخمة في وول ستريت عام 2011. ألا يكون السماح لهم بالتدخل في بلادنا علامة ضعف وهوان وانبطاح أمامهم، أيها المجلس العسكري؟!
ولهذا فإن المجلس العسكري مشكوك في ولائه للأمة، وكذلك مشكوك في ولاء من يطالب بحكومة مدنية ويقبل التواصل مع المستعمرين. بل يجب طردهم وإسكاتهم ومنعهم من أن يتدخلوا في شؤوننا، أو أن يتواصلوا مع أي شخص في البلد. فعندما تدخل الرئيس الأمريكي ترامب في فرنسا بتغريدة على تويتر يوم 8/12/2018 عقب اندلاع احتجاجات السترات الصفراء، قامت فرنسا على الفور على لسان وزير خارجيتها جان لودريان بإسكاته وخاطبه: "أقول لدونالد ترامب نحن لسنا طرفا في النقاشات الأمريكية اتركونا نعيش حياتنا. نحن لا نضع السياسة الداخلية الأمريكية في حساباتنا ونريد أن يكون ذلك بالمثل". فسكت ترامب منذ ذلك اليوم حتى اليوم ولم تتمكن أمريكا من التدخل بصورة علنية بالاحتجاجات ولم تقم باتصالات لا مع الرئيس الفرنسي ولا مع المحتجين. ولكن مثل هذا الموقف المستقل، ونحن أعز من فرنسا، وقد أعزنا الله بدينه، وتاريخنا مليء بمواقف العزة، لا يتخذه حكام السودان ولا من يتزعم المعارضة والاحتجاجات! فالدولة المستقلة ترفض تدخل الدول الأخرى في شؤونها الداخلية؛ أليس كذلك أيها المجلس العسكري، وأيها المحتجون وخاصة من يتزعمهم؟!
رأيك في الموضوع