أوردت جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 18/01/2017م خبرا جاء فيه بتصرف: "يقوم وفد من المعارضة السورية منذ أمس (الثلاثاء) بزيارة إلىكيان يهود بدعوة من «معهد ترومان» التابع لـ «الجامعة العبرية» في القدس، في زيارة نادرة من نوعها أثارت غضب الطلاب العرب الذين اعتبروا أن الوفد «لا يمثّل» المعارضة السورية وأن في الزيارة «نوعاً من الاعتراف بكيان يهود».
وبحسب صحيفة «جيروزالم بوست» فإن المعارضيْن عصام زيتون وسيروان كاجو (صحفي من أكرادسوريا) رأسا الوفد للحديث عن الأزمة السورية، لكن الطلاب العرب انتقدوا وجودهما بشدة، وقال أحدهم: «ما كان عليكم طلب مساعدة دولة يهود، نحن نموت كل يوم بسببها هنا»، فسارع زيتون للدفاع عن نفسه بالقول: «يجب على العالم بما فيه (إسرائيل) الاطلاع على معاناة السوريين من نظامهم، نحن ننقل أصوات الذين يعانون. الشعب السوري ضعيف ويحتاج دعم كل المجموعة الدولية».
وفي معرض حديثه قال المعارض السوري: «نقترح إقامة منطقة آمنة على طول الحدود مع (إسرائيل)» في منطقة الجولان المحتل، وطلب من كيان يهود مساعدة أهل سوريا في إقامة «دولة صغيرة» لأهل سوريا جنوب سوريا قادرة على العيش في منأى من نظام الأسد الذي لا يمكن الإطاحة به حاليا أو استبداله».
وأضاف أن دور كيان يهود هو «تشكيل غطاء سياسي للمعارضة وإقناع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بمساعدتنا على إقامة المنطقة الآمنة وإنشاء منطقة حظر طيران في الجولان».
وقال كاجو: «إقامة منطقة حظر جوي حدودية لا تخدم فقط المعارضة ولكنها توفر الأمن (لإسرائيل) بعيداً من تهديدات حزب الله اللبناني وجماعات إرهابية أخرى»."
يبدو أن حديث رسول الله e: «إن لم تستحي فاصنع ما شئت» يكاد ينطبق على ما يسمى بالمعارضة السورية فهي لم تترك موبقة من الموبقات السياسية إلا وارتكبتها في محاولة منها لإقناع القوى الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا بأنها بديل كفؤ لعميلها المجرم القابع في دمشق.
ولقد تجاوز هؤلاء الشرذمة كل القيم والأخلاق ومسحوا من قواميسهم كل معاني الحرية والكرامة ولم يعد في جعبتهم سوى الخيانة والعمالة، وها هم ينحدرون أكثر وأكثر حتى وصلوا إلى مستوى من الذل والهوان يصل إلى حد العبودية.
إن مثل هذه الزيارة للمعارضة السورية لكيان يهود - وهي ليست الأولى - لا تمس فقط بالثورة السورية فتضيع تضحيات أهل الشام وتتنكر لمعاناتهم، وتفتح الباب واسعا لكيان يهود ليكون له يد في سوريا ومستقبلها، بل إنها تتعدى وبشكل فج وفاضح على مشاعر الأمة الإسلامية ككل، وتدير ظهرها لأهل فلسطين في صراعهم ومواجهتهم لكيان يهود. وهي بهذه الزيارة تجسد الاعتراف بكيان يهود، والتطبيع معه وشرعنة احتلاله للأرض المباركة فلسطين، وهو محرم شرعاً.
لقد تناسى هؤلاء في غمرة سعيهم لمصالحهم وانتهازيتهم وتسلقهم للسلطة عداوة كيان يهود وإجرامه بحق أمتنا العظيمة واغتصابه لفلسطين وتنكيله بأهلها صباح مساء، ووصلت بهم الجرأة بل قل الوقاحة للتغني بما يسمى ديمقراطية كيان يهود معتبرين العيش في ظله نعمة يُحسد الناس عليها، ووصل بهم الأمر أن يطلبوا منه العون والمساعدة السياسية والأمنية، وهو ما يجعل خيانتهم وجرمهم مركباً لأهل الشام وفلسطين، وهم لن يناولوا منه خيراً ولن يحصدوا إلا الحنظل فكيان يهود هو ألد أعداء المسلمين، وهو يسعى منذ أن زُرع في بلادنا ككيان سرطاني لبث روح العداء والشقاق والفرقة بيننا ويعمل جاهداً على منع وحدتنا واجتماعنا كأمة واحدة في كيان واحد، وهو ما لا يمكن أن يجعله صديقاً لأهل سوريا وثورتهم بل هو عدو وأي عدو، يعمل مع العاملين لإجهاضها والقضاء عليها.
ثم إن الادعاء بأن كيان يهود قادر على إقناعأمريكا ورئيسها الجديد دونالد ترامب بضرورة دعم المعارضة ضد نظام الأسد، إن هذا الادعاء أقل ما يقال فيه إنه غباء، فارتباط نظام المجرم الأسد الأب والابن بأمريكا ارتباط وثيق وعمالته لها متجذرة، وهي التي حافظت عليه طوال هذه الفترة من عمر الثورة بالحيل السياسية تارة وبالقوة العسكرية تارة أخرى، ولا يمكن أن تفرط به وتتخلى عنه بهذه السهولة، وهم بذلك كمن يجري وراء السراب يحسبه ماءً.
لقد ذكر لنا التاريخ خيانة مثل هؤلاء وتآمرهم على أمتهم كابن العلقمي ومصطفى كمال والشريف حسين وغيرهم فماذا كان مصيرهم غير الخزي والعار في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم بإذن الله، ونحن على يقين أن مثل هؤلاء لا يمثلون أهل الشام ولا يعبرون عن ثورتها المباركة، ولقد عودتنا ثورة الشام أن تكون الكاشفة والفاضحة، وأن تسقط كل ورقة توت يمكن أن يتستر بها مثل هؤلاء، ونحن نؤمن أيضاً أن قضايا المسلمين واحدة، وسلمهم واحدة وحربهم واحدة، والدماء المسفوحة في الشام والدماء المسفوحة في فلسطين واحدة، ولا يمكن أن تفرق بينهم القوميات والوطنيات، وستكشف بإذن الله ثورة الشام عن رجال أتقياء أنقياء أطهار ليأخذوا بيدها ويصلوا بها إلى نهاية الطريق وتحقيق النصر، وعندها تكون الشام منطلقاً لاجتثاث كيان يهود واقتلاعه من أرض الإسراء والمعراج بدل التعاون معه والتطبيع والخيانة.
فنحن على موعد مع صلاح الدين من جديد، وعلى موعد مع حطين من جديد قريباً بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
بقلم: خالد سعيد*
*عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين
رأيك في الموضوع