قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إن قتلى الجيش الإيراني الذين لقوا مصرعهم في سوريا دفاعاً عن نظام بشار الأسد، سقطوا "من أجل أن لا تحارب إيران داخل حدودها". وقال: "لو لم نردع الأشرار ودعاة الفتنة من عملاء أمريكا والصهيونية في سوريا، لكنا نصارعهم في طهران وفارس وخراسان وأصفهان". العربية نت.
إن هذه التصريحات التي وردت على لسان مرشد الثورة ليست هي السبب الحقيقي لتدخل النظام الإيراني المجرم في الشام، وهو يعلم قبل غيره أن السبب الحقيقي لتدخل إيران في الشام هو:
أولا: خدمة المصالح الأمريكية في المنطقة من خلال الحفاظ على عميل أمريكا في الشام وعدم سقوطه، والوقوف في وجه الثورة الشامية والحيلولة دون نجاحها وتحقيق أهدافها.
ثانيا: العمل على منع إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
ولبيان حقيقة الأمر أذكر الأمور التالية:
- لقد نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في 9/2/2002 عن الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني قوله: إن "القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني". وأضاف: "يجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أمريكا أن تُسْقط طالبان".
- محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية وقف بفخر في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في 15/01/2004 ليعلن أن بلاده "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق"، ومؤكدًا أنه "لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة".
- الرئيس الإيراني محمد خاتمي انتقد الإدارة الأمريكية لعدم شكر طهران على الدعم الذي قدمته في إطار مشروع القضاء على نظام حكم طالبان في أفغانستان.
- وأيضا دور إيران في العراق لمصلحة أمريكا حيث كشفت الوثائق السرية أوراق أحد الاجتماعات في عام ١٩٩٧ بين الثلاثي "إيران - وكيان يهود - وأمريكا" أن الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني قدم مقترحًا تفصيليًا لكيفية بسط النفوذ الأمريكي في الخليج العربي بصورة أكثر فاعلية من خلال إعادة استدعاء خطر القاعدة مقدمًا تعهدات من النظام الإيراني بدعم أي عمل عسكري في المنطقة وخاصة ضد النظام العراقي الذي رأى أنه يشكل التهديد الأكبر لمخطط التمدد الأمريكي في الخليج العربي.
- وثيقة أخرى تكشف عن الدور الإيرانى في معاونة المخابرات الأمريكية لإسقاط الشرق الأوسط وهو خطاب من مهدي صفري أحد كبار المسئولين في الحكومة الإيرانية إلى روبرت جيتس، مدير المخابرات المركزية الأمريكية وقتها يقترح عليه خطة لتفتيت الجيش العراقي قبيل غزو العراق بأشهر قليلة.
- وكذلك في لبنان بتقوية حزبها هناك لمصلحة تقوية النفوذ الأمريكي والقضاء على أي نفوذ آخر أو لمنع المسلمين من التحرك في لبنان، وهذا مشاهد محسوس هناك.
نخلص مما سبق أن أي دور وأي تحرك لإيران هو من أجل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مستغلة المذهب الجعفري لتضليل أتباع المذهب وبحجة حماية العتبات المقدسة وجمعهم في حرب الأمة لمصلحة الكفر. مذكرا بالوثائق التي تم تسربيها وجُن جنون النظام منها حول علاقة الخميني وارتباطه عمالة بأمريكا، حيث تشير وثائق أمريكية رفعت عنها السرية أن مؤسس نظام ولاية الفقيه في إيران "الخميني" كان على صلة بالحكومة الأمريكية منذ الستينات من القرن الماضي حتى قبل أيام من وصوله إلى طهران قادماً من باريس وإعلانه الثورة عام 1979.
وتوضح وثيقة نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) أن الخميني تبادل رسائل سرية مع الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي بعد أشهر من الإفراج عنه من السجن في إيران مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 1963، وأنه طالب خلالها بألا "يفسر هجومه اللفظي بطريقة خاطئة، لأنه يحمي المصالح الأمريكية في إيران".
لقد جمعت إيران كل قوتها في حرب الثورة الشامية سواء أكانوا حرسا ثوريا أو مليشيات العراق وأفغانستان ومن بعض الدول حيث قدرت عدد الذين جمعتهم إيران بأكثر من مئة ألف ودفعت من الأموال ما فاق الخمسين ملياراً حسب بعض الأخبار، وقد تكون الأرقام (أموالا وسلاحا وعتادا ومقاتلين) أكثر مما ينقل بالأخبار لأن إيران لا تكشف عن حقيقة الأرقام الحقيقية لأنها أرقام سرية بالعادة لا يكشف عن حقيقتها.
أما زعمه بحرب كيان يهود فإيران نشرت قواتها في العراق وأفغانستان والشام ولم تطلق طلقة أو صاروخا على كيان يهود، بل وقفت موقف الذليل أمام تهديدات نتنياهو بضرب إيران وأطلقت صرخات مزلزلة في سماء الأثير دون أي ردة فعل تجاه كيان يهود ومحاولته الجادة بضرب إيران ومشروعها العسكري، وفي المقابل في بلاد الإسلام في الشام والعراق وأفغانستان أتت بكل قواها بل وجندت من الأتباع في حرب قذرة ضد الأمة ومشروعها.
ولماذا نذهب بعيدا فالصراع بين إيران ويهود ليس صراعا عقائديا أو أيديولوجيا كما يزعمون بل هو صراع سياسي على دور محوري في المنطقة لخدمة مصالح أمريكا، ونذكّر بالعلاقات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتقاء المصالح ضد الأمة بين كيان يهود والنظام الإيراني منها على سبيل المثال ما تم كشفه عن صفقة السلاح الأمريكية لإيران عن طريق يهود وعرفت بفضيحة إيران كونترا.
فمن العميل والخائن الذي تعامل مع الشيطان الأكبر وربيبتها ومن هو العميل لها والمحافظ على مصالحها والمنسق مع كيان يهود المسخ؟
أما الهدف الآخر فهو الوقوف في وجه مشروع الأمة والحيلولة دون قيام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وحقيقة لقد تفتقت ذهنية العقلية الأمريكية عن عدو حقيقي وعقائدي لمشروع الأمة (الخلافة)، هذا العدو هو النظام الإيراني المجرم الذي جند ويجند جميع الأتباع لحرب مشروع الأمة، ومن أجل القيام بهذا الدور الحقير والقذر فقد بدأت أمريكا برفع العقوبات عن إيران وإعادة الأموال لها بل والاستثمار وبناء القوة الإيرانية لتكون صخرة أمام الخلافة، وها هو خامنئي يصرح بأنه يحارب في الشام قبل أن يأتي جيش الخلافة لضم إيران وإعادتها كما كانت في الأصل جزءا من أرض الإسلام، فهو يدرك خطورة هذا المشروع على المشروع الإيراني الصفوي.
وأخيرا فإن النظام الإيراني يدرك ويدرك بعض أتباع المذهب من الصادقين مدى خطورة ما أقدم عليه هذا النظام المجرم في كونه خنجرا مسموما في جسد الأمة لمصلحة الكفر بعد أن استغل المذهب الجعفري في حربه القذرة نيابة عن الكفر كخط دفاع أول عنها، ولكن لعله يدرك أنه سيدفع الثمن غاليا ولو بعد حين.
رأيك في الموضوع