تراجع علي صالح رئيس جناح حزب المؤتمر المتحالف مع الحوثيين، عن خطوة تشكيل "حكومة الإنقاذ"، التي اتفق عليها مع جماعة الحوثيين، خلال الأشهر الماضية، ليُحدث هذا الخلاف وعدد من الخلافات الأخرى، حالة من الصدع وسط تحالف الانقلابيين في اليمن.
ونقل موقع "إرم نيوز" الإماراتي، عن مصادر مقربة من صالح، قولها إن صالح اشترط على حلفائه الحوثيين تسليم مؤسسات الدولة وسحب مشرفيهم من مرافقها، حتى تتمكن الحكومة الجديدة من إدارة مؤسساتها دون تدخلات "اللجنة الثورية العليا"، وهي لجنة تابعة للحوثيين.
وتفاقمت الخلافات بين تحالف الانقلابيين في الآونة الأخيرة، تزامنًا مع تقديم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، لخريطة سلام تقترح تسليم الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته إلى نائب توافقي، مقابل انسحاب الانقلابيين من عدد من المدن اليمنية الرئيسية وتسليم أسلحتهم.
وأشعلت محاولة الحوثيين السيطرة على قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً)، الموالية لصالح، فتيل الأزمة الأخيرة بين الطرفين، بعد أن نُشرت وثائق تؤكد محاولة سيطرة الحوثيين على عدد من ألوية الحرس الجمهوري، وتعيين شقيق زعيم الجماعة، عبد الخالق الحوثي، كقائد لقوات الحرس، إضافة إلى جملة من التجاوزات التي تقول المصادر إن اللجنة الثورية تفرضها على المجلس السياسي الأعلى، المُشكّل مناصفة بين فريقي الانقلاب.
لقد ظهر أن المبادرة الأممية لا تزال تمتلك فرصة كبيرة للحياة تستمدها من دعم دولي عبّرت عنه المملكة المتحدة بشكل واضح.
حيث قال السفير البريطاني، في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، إن "كلا من بريطانيا ومجلس الأمن يدعمان خارطة الطريق، ونحن نشجع المبعوث الأممي على الانخراط مع جميع الأطراف، ونعتقد أن اقتراحه دقيق ومعقول ومتوازن".
هذا وقد أرسلت بريطانيا مدمرة عسكرية متطورة إلى السواحل اليمنية، لمواجهة التهديدات، التي تواجه الملاحة الدولية في المنطقة هناك، خصوصًا في مضيق باب المندب، حسبما أفادت صحيفة «التايمز» البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن «إم إتش إس دارينغ»، التي تعد أكثر المدمرات البريطانية تطورًا، ستقوم بحماية المصالح البريطانية في المنطقة من الصواريخ الإيرانية، وستشارك بعمليات عسكرية مع التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، في وقت لاحق من الشهر الحالي.
من الواضح أن بريطانيا المستعمر القديم لليمن وصاحبة النفوذ العريق فيه حريصة كل الحرص على مصالحها في اليمن في ظل المزاحمة الأمريكية التي تسعى لتحقيق مصالحها وبسط نفوذها عبر إشراك الحوثيين والحراك الجنوبي الموالين لها في السلطة في اليمن، ومع أن بريطانيا تعمل في اليمن عبر جناحين جناح هادي وجناح علي صالح إلا أنها متخوفة من تغول الحوثيين على جناح علي صالح في الشمال وتغول الحراك الانفصالي على جناح هادي في الجنوب خاصة وأن إدارة الجنوب مهترئة وتغرق في الفوضى والاغتيالات وانعدام الخدمات، بالإضافة لما يحصل في الشمال من خلاف بين علي صالح والحوثيين.
لقد أرسلت بريطانيا مدمرتها إلى باب المندب لمكافحة (الإرهاب) وحماية الملاحة الدولية كما تقول مع أن أمريكا تسعى للضغط على بريطانيا وعملائها بالأخص هادي وحكومته للقبول بالخارطة الأممية عبر ورقة (الإرهاب) وتخوف بريطانيا به حيث إن الجنوب سيصبح مرتعا خصبا للقاعدة وتنظيم الدولة وبالتالي فإن ذلك يعتبر تهديداً للملاحة الدولية وباب المندب. لقد أرسلت بريطانيا مدمرتها لتكون قريبة ومراقبة لما يحدث في باب المندب واليمن بشكل عام، بالإضافة إلى ذلك فإن إيران تلعب دورا مهما في دعم الحوثيين وإمدادهم بالسلاح عبر جزرها المستأجرة في البحر الأحمر وهذا يزعج بريطانيا حيث يقوي نفوذ أمريكا في اليمن ويهدد مصالحها. إن لعب أمريكا بورقة (الإرهاب) في اليمن يكرس سلطة الحوثيين ويجعل من (الإرهاب) مبررا لعدم تسليمهم للسلاح وانسحابهم من المدن حسب الخطة الأممية والتي تسعى لتقليص دور هادي وصلاحياته وتجعل الحوثيين سلطة للأمر الواقع في ظل خطة أممية شديدة التعقيد غامضة التنفيذ وخالية من الضمانات.
إن بريطانيا لم تعط الضوء الأخضر لهادي وحكومته في قبول الخطة الأممية بعد، وهي تنظر في زخم هادي وحكومته على الساحة اليمنية وفي حال أن رأت أن جناح علي صالح سيكون الأقوى فسترمي بهادي وستجبره على قبول المبادرة الأممية وستقوم بعدها بعمل تحالفات بين الوسط السياسي الموالي لها سواء بتوحيد جناحيها في المؤتمر أو بعمل تحالفات مع حزب الإصلاح وغيره من القوى الأخرى الموالية لها، وهذا ما يخشاه الحوثيون مما جعلهم يصعدون الخلافات مع علي صالح ويحالون تقليم سلطاته نفوذا وقوة قبل أي حل أممي قادم.
متى سيدرك أهل اليمن أن بلادهم أصبحت ميدانا لصراع أنجلو أمريكي يدفعون ثمنه من دمائهم وكرامتهم وثرواتهم، لقد انخدع أهل اليمن بكذبة التحرر من الاستعمار مع أنه باق من ذلك الحين بعملائه وقوانينه التي زرعها وهو يعود بقوته متى أراد في حال تهديد مصالحه، إن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي الكفيلة بإنهاء الصراع في اليمن وبلاد المسلمين من جذوره، وهي من ستقطع دابر الكافرين وعملائهم وتنهي شرهم وتحفظ المسلمين وأمنهم وكرامتهم، وإنها لقادمة بإذن الله قريبا وما ذلك على الله بعزيز. فإلى العمل بوعي مع العاملين المخلصين لإقامتها والعيش في كنفها. (العز في كنف العزيز ومن ... عبد العبيد أذله الله)
بقلم: عبد المؤمن الزيلعي
رأيك في الموضوع