نقلت صحيفة السفير ما كتبه الصافي سعيد النائب في البرلمان التونسي على صفحته على مواقع التواصل (الاجتماعي) إذ اعتبر أن تونس حاليا تتنازعها حكومتان تحت أمر رئيس الجمهورية وبعيدتان عن سلطة البرلمان، الأولى فاقدة لأهلية الحكم والثانية لا تحظى بثقة مجلس نواب الشعب لأنها بلا مهمات وبلا أعمال على حد وصفه. والطريف أن بعض الجهات تفكر في تكوين حكومة ثالثة. هذا وقد أكدت جريدة التحرير التي يصدرها حزب التحرير في ولاية تونس، أن قصور الرمل التي بناها الحالمون بجني العنب من أشواك انتخابات الديمقراطية بدأت تتهاوى رويدا رويدا ككل قصور الوهم التي شيدت على جرف الانتخابات التي سبقتها. والفارق هذه المرة أن السراب تلاشى بصفة مبكرة حيث لم ينتظر المتهافتون على المناصب استلامهم لكراسيهم حتى يخيبوا آمال أولئك المهرولين نحو مكاتب الاقتراع. إنه كما هو الحال دائما في ظل هذا النظام الوضعي وفي كنف وجود منتحلي صفة رجال الدولة الذين يتصدرون المشهد بدأ التطاحن على الكراسي والصراع على الحقائب فكان أن سقطت حكومة الحبيب الجملي ومرورا إلى ما يسمونه بحكومة الرئيس ومرة أخرى استبشر الواهمون خيرا وبمجرد أن اجتمعوا مع رئيس الحكومة المكلف وبدأ توزيع الغنيمة حتى تشتت شملهم وغابت الثورية واختفت مصلحة البلاد العليا وبرزت أنياب المصالح الحزبية والذاتية، وعليه فإن ما يسمونه بالمفاوضات والمشاورات حول تشكيل الحكومة ما هو إلا مزايدات وممارسات لم تعد موجودة إلا في دائرة فهم كهنة الديمقراطية وأفّاكي العلمانية والحداثة الزائفة.
رأيك في الموضوع