استنكر "المؤشر العالمي للفتوى" التابع لدار الإفتاء المصرية، استنكر موقف حزب التحرير، ومعه حركات إسلامية عدة، الرافض لصنم الوطنية المستوردة، بل ومما احتج به المؤشر أن حزب التحرير يرى أن "العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة ودار الإسلام هي البلاد التي تُطبق فيها أحكام الإسلام".
وهذا ما يناقض أركان الديانة الوطنية التي يجهد الغرب المستعمر منذ قرابة قرنين في فرضها والترويج لمفاهيمها المسمومة، مستعينا في ذلك بالبعض ممن يتزيّى بزي العلماء والمحسوب عليهم، نعم العلماء الذين يفترض بهم أن يكونوا ورثة الأنبياء فيكونوا في طليعة الأمة يقودونها للتصدي للحملات الاستعمارية التي تتتالى أمواجاً فوق أمواج كأمواج البحر تستهدف النيل من هذا الدين العظيم ومن وحدة الأمة الإسلامية، لتمعن فيها تقسيما وتجزئة وتفريقا، متخذة من العصبية الوطنية سلّما لإثارة الأحقاد والضغائن بين المسلمين، بل ولحضهم على سفك دماء بعضهم بأيديهم، كما جرى للصياد من غزة الذي انحرف به قاربه في البحر وهو يسعى طلبا للرزق فارتكب جريمة تخطي حدود الصنم الوطني المصري المزعوم، فقام الجندي المصري بإطلاق النار عليه وقتله.. فهذا هو الوثن الوطني الذي ينعق "المؤشر العالمي للفتوى" بالذود عنه، ويتصدى لمواقف المسلمين المطالبين بالاعتصام بالعقيدة الإسلامية، فقد ختم بيانه بالقول "وفي النهاية أكد المؤشر على أهمية دور المؤسسات الوطنية والدينية في خدمة أوطانها ودعم جهودها في مختلف المجالات، بما يحقق الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار للبلاد والعباد". فهو يزعم الحرص الكاذب على الأمن والاستقرار، ولو كان صادقا لجهر باستنكاره لجرائم طاغية مصر السيسي الذي سفك الدم الحرام في ميادين مصر وشوارعها، ولا يزال يعتقل عشرات الآلاف من أبناء مصر بغير وجه حق، بينما يسارع في موادّة يهود والأمريكان.
إن أعظم ما يبتلى به الإسلام، ويبتلى به أهله وأتباعه، أن يذوب الحد الفاصل بين الإسلام والكفر، وبين الحق والباطل، وبين سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين... فعندها يضيع الدين وتنقض عراه عروة عروة.. كما قال عمر رضي الله عنه: "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية".
فوضوح الكفر والشر والإجرام وسفوره ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح... واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات؛ ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف المجرمين وفي سبيلهم ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين وفي سبيلهم، ولا بد من وضوح الألوان والخطوط.
ومع هذا فإننا نختم بدعوة القيمين على "المؤشر العالمي للفتوى" التابع لدار الإفتاء المصرية، أن يسارعوا بالتوبة إلى الله وينحازوا إلى صف الأمة فينالوا شرف "وراثة الأنبياء" حين يصدعون بكلمة الحق، فهذا أحب إلينا وهذا ما يفرضه الله سبحانه ورسوله e، أما إن كانوا من عصابة المخابرات الأجنبية فنحذرهم من غضب الله في الدنيا والآخرة، ونبشرهم بأن وعد الله هو الحق ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾.
رأيك في الموضوع