نشر موقع (روسيا اليوم، الجمعة، 22 ذو الحجة 1440هـ، 23/08/2019م) خبرا قال فيه: "أكد رئيس المجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، جيروم باول، الجمعة، أن البنك سيتخذ الخطوات الملائمة لضمان استمرار توسع الاقتصاد الأمريكي رغم "المخاطر الكبيرة" لتباطؤ النمو العالمي.
وبين أن "التوقعات للنمو العالمي تتدهور منذ منتصف العام الماضي، ويبدو أن الغموض بشأن السياسة التجارية يلعب دورا في التباطؤ العالمي وفي ضعف التصنيع وإنفاق رأس المال في الولايات المتحدة"."
الراية: يواجه الاقتصاد العالمي عموما والأمريكي والأوروبي خصوصا تحديات كبيرة من المرجح أن تؤدي إلى حالة من الركود العميق قد يتبعه انهيار في الأسواق المالية وتعثر في عمليات البنوك التجارية. ويشير كثير من الاقتصاديين والمحللين أن الاقتصاد العالمي لم يتعاف حقيقة منذ أن مر في أزمة الرهن العقاري والانهيار المالي بين عامي 2008-2010. وإن كان البعض يشير إلى انتكاسة دورية يمر بها الاقتصاد الرأسمالي كل 10-15 سنة. ولكن الراجح هو أن الاقتصاد لم يتعاف حقيقة وإنما مرد ارتفاع قيمة الأسواق المالية يعود إلى التوسع في القروض وزيادة المديونية بشكل هائل حيث وصل الدين العام الأمريكي إلى أكثر من 22 تريليون دولار.
ومن المعلوم أن الاقتصاد في الدول الرأسمالية الكبرى حين يعاني من مشاكل كبيرة تدفعه إلى التباطؤ فإنه يحتاج عادة إلى أزمات سياسية للكشف عن حقيقة المشاكل الاقتصادية والتي تدفع بدورها إلى ظهور الاقتصاد المالي على حقيقته، ما يؤدي إلى انهيارات جمة في الأسواق المالية، وإغلاق شركات وبنوك، وتسريح موظفين، وارتفاع أسعار وغيرها من مظاهر الانهيار.
والحاصل أن هذا الاقتصاد وما يتبعه من أنظمة مالية وتجارية قد دخل في غرفة الإنعاش منذ فترة، ويبقون على حياته بشكل آلي مصطنع يوما بيوم، وتقوم البنوك المركزية والحكومات بتغذيته بشكل قسري إلى أن تصبح جميع الأدوات عاجزة عن الإبقاء على وجوده كما ألمح إلى ذلك جيرومي باول مدير البنك الفيدرالي الأمريكي.
ولم يعد للعالم والبشرية جمعاء من خيار أمام فشل الرأسمالية الذريع إلا التوجه أخيرا نحو نظام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من لدن حكيم عليم، يحفظ للإنسان كرامته وماله.
رأيك في الموضوع