عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ». رواه البخاري.
عندما بدأت ثورة الشام صدحت حناجر أهلها بشعارات تعبر عن هويتهم الإسلامية فقوبلت مطالبهم بالحديد والنار واستخدمت ضدهم أعتى أنواع الأسلحة المتطورة، ولكن بالرغم من ذلك وبإمكانيات بسيطة استطاعوا تحرير حوالي 80% من مساحة سوريا بفضل الله ومعيته، ثم بسبب إخلاص أهل الشام لثورتهم، ولكن لما ركن جزء منهم إلى الدول (الداعمة) وصاروا يظنون أن هذه الدول ستساعدهم وتمدهم بما يلزمهم من مال وسلاح لإسقاط النظام المجرم بدأ يظهر عليهم التراجع والانحسار وصاروا يخسرون المنطقة تلو الأخرى فتحقق فيهم قوله تعالى ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾ وفعلا خسروا مناطق كثيرة ولم يحققوا أي نصر.
لذلك إذا أراد أهل الشام حقا إسقاط النظام فعليهم أن يتبنوا مشروعا يرضي الله سبحانه وتعالى، ويقطعوا كل علاقة لهم مع غيره، ويتخذوا قيادة سياسية واعية مخلصة تحمل هذا المشروع العظيم متوكلة في ذلك على الله وحده، بذلك تكون معادلة النصر قد تحققت، ونصر الله قد أزف... فأي قربة إلى الله أعظم من السعي لتطبيق شرعه، وتحقيق وعده، وجعل كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
رأيك في الموضوع