في ظل ما يشهده العالم من تغير سلبي للمناخ ومن أضرار جسيمة لحقت بالبيئة، مما أدى إلى تعالي الأصوات الشعبية المطالبة بحلول تضمن معالجة الأضرار، والمبادرة باتخاذ تدابير وقائية للحيلولة دون وقوع أضرار أخطر، في ظل هذه الأجواء قام حزب التحرير في هولندا يوم الأحد 01/03/2020م بتنظيم ندوة في مدينة أمستردام بعنوان "مشكلة البيئة وإيجاد حلول لها من وجهة نظر الإسلام".
وقد افتتحت الندوة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم قام الأخ عبد المالك بإلقاء الكلمة الأولى، وكانت حول ماهية التغير المناخي، وكيف أنه بدأ مع الثورة الصناعية في أوروبا، وأن من أهم أسبابه، التركيز على كثرة الإنتاج الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الاستهلاك، والعكس صحيح، وقد أدى الدوران في هذه الحلقة إلى تزايد مطرد في التأثير على المناخ والبيئة، من زيادة في انبعاث الغازات الضارة، إلى كثرة المخلفات والفضلات الصناعية والاستهلاكية. وأن المشكلة في حقيقتها تكمن في طريقة التفكير الغربية ونظرتها إلى الحياة من حيث التركيز على تحقيق أكبر قدر من القيمة المادية بغض النظر عما يؤدي ذلك أو يصاحبه من أضرار.
أما الكلمة الثانية، فقد ألقاها الأستاذ أوكاي بالا الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا، وبدأها بإلقاء الضوء على السبب الرئيسي خلف الأضرار البيئية، وأنه يكمن في المبدأ الرأسمالي الذي يقوم على المصلحة البحتة وتحصيل أقصى ما يمكن تحصيله من كسب مادي مع عدم اكتراثه ولو أدى ذلك إلى فناء البشرية بأكملها، ناهيك عما يلحق بالبيئة من أضرار.
ثم انتقل بعد ذلك لتوضيح وجهة النظر الإسلامية، والتي تقوم على رعاية شؤون البشر وما يترتب على ذلك من المحافظة على البيئة التي يعيشون فيها، وأن الإسلام لا يعتمد المصلحة والكسب المادي مقياسا، بل نيل رضوان الله سبحانه وتعالى هو الغاية الأسمى لكل مسلم، ولذلك فإن مبدأ الإسلام كفيل بإنقاذ البشرية مما وصلت إليه من تردٍّ وانحطاط في التفكير ومراعاة في تحقيق القيم، فالأولوية فيه لرعاية شؤون الإنسان ولذلك فإنهم سيحافظون تلقائيا على مكان عيشهم وبيئتهم.
رأيك في الموضوع